وغياب التخطيط والخلافات السياسية العراق.. أكثر من 13 مليون تحت مستوى خط الفقر
4-ابريل-2023

تزايد مستمر بعدد الفقراء في العراق في ظل تراجع المستوى المعيشي للعائلة العراقية، وارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية، عقب تراجع قيمة الدينار أمام الدولار.
وتوقع مختصون عراقيون ارتفاع عدد الفقراء في العراق خلال العام 2023 إلى أكثر إلى 13 مليون مواطن.
وكانت الإحصائية الرسمية، التي أعلنت عنها وزارة التخطيط لعام 2022، قدرت عدد الفقراء بأكثر من 10 ملايين عراقي بنسبة تجاوزت 25 في المائة، وأن هذه النسبة ارتفعت مقارنة بعامي 2019 و2020، حيث كانت لا تتجاوز 20 في المائة، قبل جائحة كورونا على وجه التحديد.
تزايد عدد الفقراء في العراق
وكشفت وزارة التخطيط أن الفقر في البلاد يتزايد لأسباب اقتصادية متجذرة تشمل السكن والصحة والتعليم ومستوى الدخل بالإضافة إلى الغذاء، وكذا العوامل الأمنية والسياسية والوضع الاجتماعي.
وقال المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، إن هناك محافظات عراقية ارتفعت نسب الفقر فيها إلى حد كبير، حيث تصدرت محافظة المثنى قائمة المحافظات الأكثر فقراً بنسبة تخطت 50 في المائة.
وتليها محافظات القادسية وذي قار وميسان، التي تتراوح نسب الفقر فيها ما بين 45 و48 في المائة، فيما تتراوح نسبة الفقر في بقية المحافظات ما بين 20 و37 في المائة.
وأضاف الهنداوي، إن نزوح أكثر من خمسة ملايين عراقي من مناطقهم إلى مناطق أخرى وترك الكثيرين منهم أعمالهم ووظائفهم من الأسباب التي ساهمت بارتفاع مستويات الفقر إلى حد كبير.
استراتيجيات الحد من الفقر
وبيّن الهنداوي أن وزارة التخطيط وضعت عدة استراتيجيات للحد من الفقر، حيث عملت على الاستراتيجية الأولى بين عامي 2010 و 2014، فيما عملت على الاستراتيجية الثانية بين عامي 2014 و 2018.
وبين ان الوزارة تسعى للعمل على الاستراتيجية الثالثة لخمس سنوات قادمة ضمن خطة معالجة مشاكل السكن والدخل والصحة والتعليم، للمساهمة في الحد من ارتفاع مستويات الفقر.
وأشار إلى أن وزارته تعمل على إجراء المسح الإحصائي والاقتصادي للأسر ضمن الحدود الجغرافية للبلد خلال الأشهر القادمة، من أجل توفير بيانات جديدة عن نسبة الفقر وطبيعة حال العائلات العراقية.
وأوضح مختصون أن ارتفاع نسب الفقر في العراق جاء نتيجة لعدة عوامل طبيعية وبشرية، فيما تبقى الإجراءات الحكومية غير نافعة تجاه معالجة هذه المشكلة.
أكثر من 13 مليون فقير
وقال الباحث الاقتصادي، أحمد صباح، إن الفقر في تزايد وقد يطاول مع نهاية العام الحالي إلى أكثر من 13 مليون عراقي تحت مستوى خط الفقر، وأن هذا التزايد ينذر بمخاطر كبيرة تواجه الدولة العراقية ويصعب السيطرة عليها.
وحمّل صباح، الحكومة العراقية مسؤولية هذا الارتفاع الكبير، بسبب عدم السيطرة على الفساد الإداري والمالي، وغياب التخطيط، والخلافات السياسية، وبناء المتنفذين إقطاعيات مالية انعكست بشكل كبير على الواقع المعيشي للفئات الهشة.
وأضاف أن هناك عوامل خارجية وطبيعية ساهمت في ارتفاع نسب الفقر، تتمثل بالمتغيرات العالمية وعوامل الجفاف التي ألمت بالعراق، بالإضافة إلى الانعكاسات التي خلفتها جائحة كورونا والتي نتج عنها حدوث تضخم عالمي انعكس بصورة مباشرة على العراق الذي يعتمد على الإيرادات النفطية فقط.
وعن العوامل المحلية التي تسببت بارتفاع نسبة الفقر في العراق، أشار صباح إلى أزمة السيولة النقدية وارتفاع قيمة الدولار التي انعكست على السوق العراقية لتؤدي الى غلاء السلع وانخفاض القدرة الشرائية.
حيث أصبح أصحاب الدخل المحدود غير قادرين على تغطية احتياجاتهم اليومية، بسبب غلاء المعيشة بنسبة تجاوزت 50 في المائة عما كانت عليه قبل سنوات.